للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ثقاتٍ، وكذا لم يلتزم الترتيب الهجائي في ذكر الشيوخ كما التزمه المِزّيّ في كتابه، وكذا ليس له أيّ اصطلاح في ذكر من رَوَى عنه أيضًا، ثم بعد ذلك قد يذكر ببعض أخباره من مناقب، مآثر علميَّة أو عَمَلِية أو غير ذلك مِمّا يُلقِي ضوءًا على صفات الرجل، ولكنه لا يكثر من ذلك تمشيًا مع طبيعة الكتاب، ولكنه يهتم بذكر ما قيل في المترجم من تعديل أو تجريح أو هما معًا مع ملاحظة الاختصار في ذلك أيضًا، ولذلك كثيرًا ما يَقُول - إذا لم يجد في المترجم كلامًا لأحدٍ -: لم أَرَ لهم فيه كلامًا أو يقول: لم أر لأحد فيه كلاما فأذكره، كما في التراجم بأرقام ١٥، ١٨، ١٥٦، ٢٠٦، ٢٢٩ وغير ذلك، ويذكر في المترجم بعضَ ما استُنكر من حديث الرجل، إن كان المتقدمون ذكروا ذلك، ويهتم اهتمامًا بَالِغًا بذكر تاريخ وفاة المترجم، لما له أهميّة قُصْوَى عند المحدثين لتوقف حكم الرواية عليه بالاتّصال أو الانقطاع، فإذا لم يجد فيه تاريخ الوفاة بالتحديد، يقرب بعبارات مختلفة، كقوله: مات قبل سنة (٢٥٠) كما في ترجمة برقم (٢١) وكقوله: بقي إلى بعد الستين ومأتين كما في ترجمة برقم (٣١) وكقوله: كان حَيًّا سنة (كذا) كما فيه ترجمة برقم (١٤، ١٥) وكقوله: توفي بعد سنة (٢٤٠) كما في ترجمة برقم (٨٦) وفي تقريبه بهذه العبارات فيه فوائد كثيرة، لا تخفى على المشتغلين بهذا العلم، ولذلك آخَذَ المُصَنّف في مقدّمة كتابه الإمامَ الذَّهَبِيّ على عدم اهتمامه بهذا الجَانبِ في الكَاشف، فقال: وكتاب "الكاشف" مختصره - أي مختصر تذهيب التهذيب - وكثيرًا ما لا يذكر تعْديِلًا ولا تجريحًا، ولا وفاة بعض الشيوخ رَمْزًا ولا تَصْريحًا انتهى.

ما تَمَيَّز به كتاب "نهاية السول" عن الكُتُب الّتي ألّفت في بابته

ذكرتُ فيما تَقَدّم أنّ الكُتُب السِّتَّة منذ ظهورها اعتبرها جهابذة المحدثين دواوين الإسلام، وذَاعَ صِيتُها بين النَّاس، فعُنُوا بها من الجوانب المُخْتَلَفة،

<<  <  ج: ص:  >  >>