خمس سنين في اختلاطه، وأحبّ أن لا يحتج إلَّا بما روى عنه القُدَماء قبل الاختلاط، مثل ابن المُبَارك، ويزيد بن زرَيْع.
وذكره في الميزان: وصَحَّح عليه، فالعمل إذًا على توثيقه، فقال: له مُصَنَّفات، لكنَّه تغَيَّر بأخرة، ورُمي بالقدر، روى عن أبي رَجَاء العُطَارِدِيّ، وأبي نَضْرَة العَبْدِيّ، وروايته عنهما في صحيح مسلم، وذكر كلام النَّاس فيه إلى أن قال: قال ابن مَعِين: اختلط بعد هَزِيمَة إبراهيم بن عبد اللّه، ثم قال: قلت: عاش بعد ثلاث عشرة سنة، وكانت الهَزِيمَة في سنة (١٤٥ هـ) انتهى.
وفي العبر قال: إنّ مدة اختلاطه عشر سنين (١)، فهو يناقض لما هنا، قال الذَّهبيّ: وحمع منه يزيد بن هارُون بواسط، وأثْبت النَّاس سماعًا منه عَبْدَة- بإسكان الموحَّدة.
قال الذهبيّ: وممَّا يدلّ على اختلاط سعيد قول الجَرَّاح بن مخلد: سمعتُ مسلم بن إبراهيم يقول: قال لِي سعيد بن أبي عَرُوبَة: مالك خازن النَّار من أيّ حَيّ [هو](٢)؟.
تنبيه: اعلم أن سَعِيدًا مَشْهُور بالتدليس، ذكره به غير واحد، وكان أيضًا كثير الإرسال، قال ابن المديني: سمعت يحيى بن سعيد
(١) العبر (١/ ١٧٣) في وفيات سنة ست وخمسين ومئة، ولفظ الذهبي فيه .. : وكان قد تغير حفظه قبل موته بعشر سنين … وقيل: توفي سنة سبع وخمسين. (٢) ما بين المربعين ساقط من المخطوطة، فأثبتُّه من الميزان، لأنه مصدر المؤلف هنا، راجع الميزان (٢/ ١٥٢).