فقال: ما الذي تطلب من العلم؟ قلت: القوافي والشعر، ووددت أني قلت له غير ذلك. فقال: اكتب، ثم أملى عليّ (١):
إذا ما خَلَوْتَ الدهرَ يوما فلا تَقُلْ ... خَلَوْتُ، ولكن قل عليَّ رقيبُ
ولا تحسبن اللَّهَ يغفل ساعةً ... ولا أنَّ ما نُخفي عليه يغيبُ
لَهَوْنَا عن الأعمال حتى تتابعتْ ... ذنوبٌ على آثارهن ذنوبُ
فيا ليت أن اللَّه يَغْفِر ما مَضَى ... ويأذَنُ في تَوْبَاتنا فَنَتوبُ
إذا ما مَضَى القَرْنُ الذي أنت فيهمُ ... وخُلّفْتَ في قرنٍ فأَنت غريبُ
وقال علي بن خَشْرَم أنه سمع أحمد بن حنبل يقول (١):
تَفْنَى اللَّذَاذَةُ ممن نال صَفْوَتَهَا ... من الحرام، ويَبْقَى الإِثمُ والعارُ
تبقى عواقبُ سوء من مَغَبَّتِهَا ... لَا خَيْرَ في لَذَّةٍ من بعدها النَّارُ
وقال أبو عبد اللَّه الخيطَ: أنشدت لأحمد بن حنبل من قوله في علي بن المديني (٢).
(١) الأبيات في "المنهج الأحمد" ١/ ٢٥.(٢) الأبيات في "تاريخ بغداد" ١١/ ٤٦٩ - ٤٧٠، و"المنهج الأحمد" ١/ ٢٥.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute