قال الإمام أحمد: بئس واللَّه ما قال -يردد ذلك- سبحان اللَّه، بئس ما قال.
قال إسحاق: لا يحل أن يُشق عنها؛ لأنه وإن كان على طمع في إحياء موءودة فهو على شرف أن يكون قتل مسلمة.
قال إسحاق: سمعت النضر بن شميل يقول وهو يعجب ممن أمر بهذا. قال: وسمعت الرعاء يقول: ما في الدنيا مولود في البطن إلا مخرج روحه بروح أمه وذلك أنه ذُكر على الجنين "وأن ذكاتَه ذكاة أمه"(١). فقال: كيف تكون المسلمة ميتًا في بطنها ولد حي وتكون روح أمه قد خرج، هذا لا يمكن، وكذلك ذكروا عن الحسن أنه لا يُشق عنها.
قال إسحاق بن منصور: سمعت النضر يقول هذا -أراني- خمسين مرة فلم أكتبه، وكذلك أيوب السختياني كرهه أشد الكراهية.
"مسائل الكوسج"(٨٤٠)
(١) رواه الإمام أحمد ٣/ ٣١، ٣٩، وأبو داود (٢٨٢٧)، والترمذي (١٤٧٦)، وابن ماجه (٣١٩٩)، وابن الجارود في "المنتقى" (٩٠٠)، وابن حبان (٥٨٨٩)، والدارقطني ٤/ ٢٧٣، ٢٧٤، والبيهقي ٩/ ٣٣٥ من حديث أبي سعيد الخدري وقال الترمذي: حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وغيرهم وهو قول سفيان الثوري وابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق. ورواه أبو داود (٢٨٢٨)، والدارقطني ٤/ ٢٧٣، وأبو نعيم في "الحلية" ٧/ ٩٢، والحاكم ٤/ ١١٤، والبيهقي ٩/ ٣٣٤ - ٣٣٥ من حديث جابر بن عبد اللَّه، وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. ورواه الحاكم ٤/ ١١٤، والدارقطني ٤/ ٢٧١، الطبراني في "الصغير" (١٠٦٧)، والبيهقي ٩/ ٣٣٥ من حديث ابن عمر. وصححه الألباني في "الإرواء" (٢٥٣٩) بمجموع طرقه وشواهده.