قالوا: يُقْبَل تدليس ابن عُيَيْنَة، لأنَّه إذا وُقِفَ أحال على ابن جُرَيْجٍ، ومَعْمَر ونظرائهما، وهذا ما رَجَّحَه ابن حبَّان، وقال: هذا شيء ليس في الدنيا إلَّا لابن عُيَيْنَة، فإنَّه كان يُدَلِّسَ، ولا يُدَلِّس إلَّا عن ثقة متقن، ولا يكاد يوجد لابن عُيَيْنَة، خبر دَلَّس فيه إلَّا وقد بَيَّن سماعه عن ثقة مثل ثقته، ثم مثل ذلك. ممراسيل كبار الصَّحابة، لأنَّهم لا يُرسلون إلَّا عن صَحَابِيّ، وقد سَبَقَ ابن عبد البرّ أبو بكر البَزَّار، وأبو الفَتْح الأزْدِيّ.
قال أحمد بن حَنْبَل: حَدَّثَنا سُفْيان قال" ذكروا عن آدم بن عَلِيّ قال: وقد رأيتُه ولم أسمع منه (١).
وقال أبو زُرعَة: سُفيان لم يَلْق عُبَيْد الله بن أبي بكر بن أنس، إنَّما يروي عن عبد الله بن أبي بكر بن حَزْم (٢).
وقال الدَّارقُطْنِيّ: لم يسمع سُفيان من بَهْز بن حكيم شيئًا، ومن تدليسه ما رواه عن عبد المَلِك بن عُمَيْر عن رِبْعِيّ عن حُذَيْفة ﵁ حديث: اقتدوا بالَّلذين من بعدي، وإنَّما سَمِعه من زائدة عن عبد المَلِك كما جاء عنه في رواية (٣)، والله أعلم.
(١) العلل للإمام أحمد (٢/ ٦٤) (١٥٦١)، ومراسيل العلائي ص (٢٢٦)، وانظر أيضًا مراسيل ابن أبي حاتم ص ١٨٥ / (٣١٣). (٢) مراسيل ابن أبي حاتم ص ١٨٦ / (٣١٤). (٣) لم أجده في المطبوع من علل الدارقطني، والحديث أخرجه الترمذي في المناقب باب في مناقب أبي بكر وعمر ﵄ كليهما (٥/ ٦٠٩) (٣٦٦٢) بطريق سفيان =