ابن الحذَّاء (١) قُرِئ على جَمَاعَةٍ من الشُّيُوخ، على أنّ ابن عَسَاكر ذكر بعد ذلك كَلام خَلِيفة على الصَّواب (٢)، ويُوَضّح ذلك أنّك لا تَجِد قَدِيمًا مُعتمدًا ذكر ذلك أعنِي ومائة إلّا كما ذَكَرْنَاه (٣) واللَّه أعلَم انتهى.
تَنْبِيهٌ ثَانٍ: رِوَاية أَبَانَ عن أبيه في مُسْلِم: حَدِيث لا يَنكح المُحْرِم ولا يُنكح، ذكر ابن أبي حَاتِم في كتاب المَرَاسِيل عن أبي بكر الأثرم أنّه سأل أحمد بن حَنْبَل أَبَانَ سمع من أبيه؟ قَالَ: لا، من أين يَسْمَع منه (٤) انتهى، وفي مُسْلِم من عِدَّة طُرق في هذا الحديث تَصْرِيح أَبانِ بِسَمَاعِه له من أبِيه (٥)، وصَرَّح بالإخبار أيضًا (٦)، وفي النِّكاح في س: سمعتُ عثمان ﵁(٧).
(١) يريد تاريخ خليفة، ولفظ المغلطاي في إكماله ١/ لوحة ٤٠/ب: وهذه النسخة الَّتي عندي من "تاريخ خليفة بن خَيّاط"، ليس لها نظير في الدنيا، لأنّها بِخَطّ ابن الحَذَّاء الحافظ، وقد قَرَأها وقَابَلَها على أشياخه انتهى، وفي كتاب المغلطاي: ثم شرع يُعدِّد عُمَّاله وأسمائهم.،. ثم ذكر وفاة يزيد وأسبابه، والذى جاء هنا في هذا الكتاب: ثم شرع يُعَدِّد عُمَّاله وأسبابه … ثم ذكر وفاة يزيد وعماله، فيه نظر. (٢) راجع مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٣/ ٣٤١. (٣) وذكر المغلطاي من كتاب "التعريف بصحيح التاريخ" لأبى جعفر ابن أبي خالد أنّه توفي سنة اثنتين ومائة بالمدينة، كما في إكمال تهذيب الكمال ١/ لوحة ٤١/ أ. (٤) المراسيل لابن أبي حاتم ص: ١٦ برقم (١٩) تحقيق شكر الله بن نعمة الله، الطبعة الأولى سنة ١٣٩٧. (٥) انظر صحيح مسلم ٢/ ١٠٣٠ برقم (٤١) في باب تحريم نكاح المحرم وكراهة خطبته، وفيه تصريح أبَان بسماعه من أبيه عثمان بن عَفان ﵁ وانظر كذلك بعده حديث رقم (٤٥) أيضا. (٦) انظر حديث مسلم بعد الحديث المذكور مباشرة ففيه تصريح بالإخبار بذلك. (٧) انظر سنن النَّسَائي كتاب النكاح باب النهى عن نكاح المحرم ٦/ ٨٨ برقم (٣٢٧٥) وانظر كذلك في كتاب الحج في باب النهى عن ذلك أي عن نكاح المحرم ٥/ ١٩٢ برقم (٢٨٤٢) ففيه تصريح أيضًا.