الحُجَّة، لا تُملُّ مُجَالَستُه ولا ينزف علمُه، وكان شَاعِرًا مَليح الشعر، حضر مجلس ابن طاهر، فأُعجِب به، واستَحْسَن ما يأتي، وكان نَقِيبًا على الأنصار، وله أخبار مَشْهُورة، ولد سنة (١٤٦ هـ)، وتوفي في صَفَر سنة (٢٢٦ هـ).
ذكره ابن حِبَّان في الثقات، وأرّخ وفاته بسنة بضع و (٢٢٠ هـ).
وقد ذكره في الميزان، فذكر كلام النَّاس فيه، وصَحَّح عليه، فالعمل إذًا على توثيقه كما شرطه هو، وقال فيه: أحد الثقات والأئمة، له ما يُنكر، قال أبو سَعِيد بن يُونُس: انكر عليه أحاديث، ذكر فيه كلام السَّعدِيّ، وهو الجَوْزَجَانِيّ، وتَعَقَّب ابن عَدِيّ، وفي آخره قال ابن عديّ: إلّا أن يكون السَّعْدِيّ أراد سعيد بن عفير آخر، ثم نقل عن ابن عَدِيّ أنَّه قال: لم أجد له بعد استقصائي على حديثه ما ينكر عليه سوى هذين الحديثين، فساق الحديثين من رواية ولده عُبَيْد اللّه بن سَعِيد عن أبيه، وعُبَيْد اللّه ضَعِيف، فَيَنْبَغِي أن يذكر في ترجمة عُبَيْد اللّه، ويتخلص سعيد.
ثم قال الذَّهبيّ: بَلَى لِسَعِيد حديث مُنْكر من رواية عبد اللّه بن حَمَّاد الآَمُلِيّ عن سَعِيد عن يَحْيَى بن أَسُلوب عن عُبَيْد اللّه بن عُمَر عن أبي الزُّبَير عن جابر مَرْفُوعًا في عدم وجوب العمرة، سُقْتُه في ترجمة يحيي، فإنَّ سَعِيدًا أوثق منه انتهى (١).