تنبيه: اعلم أنهم اختلفوا في عبارة الراوي لما يحمله بطريق المناولة (١)، فحُكي عن قوم منهم الزهري، ومالك جوازُ إطلاق حدثنا، وأخبرنا، وهو لائق بمذهب من يرى عرض المناولة المقرونة بالإجازة سماعًا، وحُكي عن قوم آخرين جواز إطلاق حدّثنا، وأخبرنا في الرواية بالإجازة مطلقًا، قال القاضي عياض: وحُكي ذلك عن ابن جُريج وجماعة من المتقدمين، وحكى الوليد بن بكر أنه مذهب مالك وأهل المدينة، وذهب إلى جوازه إمام الحرمين، وخالفه غيره من أهل الأصول، وأطلق أبو نعيم الأصبهاني، وأبو عبيد الله المرزباني (٢) في الإجازة أخبرنا من غير بيان، وحكى الخطيب أن المرزباني عيب بذلك (٣)، وقد رأيت عن خط الحافظ المزي ما صورته إنما يقول ذلك أبو نعيم في شيخ قد عُرف أنه لم يلقه. انتهى (٤).
وأبو اليمان الحكم بن نافع عن شعيب محتجٌّ به في "خ، م"، وذكره
(١) انظر بحث المناولة في علوم الحديث لابن الصلاح ص: ١٥٠ والتقيد والإيضاح ص: ١٩٤. (٢) المراد بالمرزباني هذا هو محمد بن عمران بن موسى أبو عبيد الله الكاتب الهرزباني وله ترجمة في تاريخ بغداد ٣/ ١٣٥ وسير النبلاء ١٦/ ٤٤٧. (٣) قال الخطيب في تاريخه ٣/ ١٣٦: ليس حال أبي عبيد الله عندنا الكذب، وأكثر ما عيب به المذهب، وروايته عن إجازات الشيوخ له من غير تبيين الإجازة، فالله أعلم. (٤) لم أجد قول المزي هذا في تهذيبه، ولعله قاله في كتاب آخر له، أو ذكره في حاشية تهذيبه، والله أعلم.