أتْقَن منه، وعليه تَخَرَّج غالب أهل عَصْره، ومن أخَصِّهم به صِهْرُه شَيَخُنا نُور الّدين الهَيْثَمِي … وقال ابن فهد: كان ﵀ إمامًا مُفنَّنًا حَافِظًا ناقِدًا مُتْقنًا، قَرَأ بالروايات السبع، وَبَرِع في الحديث مَتْنًا وإسنادًا وصَارَ المُشَار إليه في الدِّيار المِصْرِيّة بالحفظ والإتقان والمَعْرفة، توفي ثامن شَعْبان سنة ست وثمانمائة (١).
٣ - الهَيْثَمِيّ هو الحافظ عَلِيّ بن أبي بكر بن سُلَيمْان بن عُمَر بن صَالح أبو الحسن الهَيْثَمِي نُور الدين، وُلِد سَنَة خمس وثلاثين وسبعمائة وصَحِب شَيْخَه العِرَاقِي، ولَازَمَه أشَدَّ مُلَازَمةً، وسَمِع جَمِيع مَسْموعات الشيخ، يقول تَقِيّ الدِّين بن فهد: كان رَحْمة اللّه تَعَالَى عليه إمَامًا عالمًا حَافِظًا وَرِعًا زَاهِدًا مُتَقشِّفًا مُتَوَاضِعًا خَيِّرًا هَيِّنًا ليِّنًا سَالكًا سَلِيم الفْطرة شَديِد الإنكار لِلْمُنْكر، كَثير الاحتمال، مُحِبًا للغُرَبَاء وأهل الدِّين والعلْم والحديث كثير التَّوَدُّد إلى النَّاس مع العبِادَة والاقتصاد والتَّعَفّف …
وتوفي ﵀ في التَّاسِع والعِشرِين من شَهر رَمَضان سَنَة سَبْعٍ وثمانمائة (٢).
٤ - ابن المُلَقِّن هو الحَافِظ عُمَر بن عَلِيّ بن أحمد بن محمد الأنْصَارِيّ سِرَاج الدِّين، وُلِد سَنَة ثلاث وعشرين وسبعمائة، وعُنِي بالطَّلَب في صِغَرِه، قال الحافظ ابن حجر: اشتَغَل بالتَّصنْيف وهو شاب، فكَتَب الكثير، حتى كان أكثر أهل عَصْره تَصنيفًا، وقال التَّقِيّ ابن فهد المكّي: هو من أعْذَب النَّاس لَفْظًا،