(أذَّن مؤذّن النبيِّ) هو بلال، والمراد ما صرح به في الباب الآتي: أنه أراد أن يؤذن، أي: يقيم لما سيأتي. (الظهر) بالنصب بنزع الخافض باءً أو لامًا. (فقال: أبرد أبرد) أي: بالإقامة لا بالأذان؛ لأنه إنما هو للوقت لا للصلاة على الراجح، ويؤيد ذلك خبر الترمذيّ: فأراد بلال أن يقيم (١). (حتَّى رأينا) متعلق بـ (قال)، أي: كان يقول ذلك إلى أن رأينا، أو بالإبراد. (فَيْءَ التُّلُولِ) بضم الفوقية واللام المخففة: جمع تل، وهو ما اجتمع على الأرض من تراب أو رمل، أو نحوهما، والفيءُ (٢): ما بعد الزوال، والظل أعمُّ منه، ووقت الظهر لا بد فيه من فيء، والمراد به: ما يؤذن عنده، وهو الحادث للشاخص في زمن، والزائد عليه في الغالب، وفي نسخة:"فيِّء" بياءٍ مشددة، وغاية الإبراد: أن يصير الظلُّ ذراعًا بعد ظلِّ الزوال، أو ربع قامة، أو ثلثها، أو نصفها، أو يختلف باختلاف الأوقات أقوال.
(١) "سنن الترمذي" (١٥٨) كتاب: الصلاة، باب: ما جاء في تأخير الظهر في شدة الحر وقال الألباني في "صحيح الترمذي": صحيح. (٢) الفَيءُ: ما كان شَمْسًا فنسخه الظل، وجمعه أفياء وفيوء. قال الشاعر: لعمري لأنت البيت أكْرِمَ أهلُه ... وأقعد في أفيائه بالأصائل وقيل: الفَيءُ: ما بعد الزوال من الظل. وقيل: الفئ ما نَسَخَ الشمس. وقيل: الفئ بالغشى ما انصرفت عنه الشمس. وانظر: مادة (فيأ) في "الصحاح" ١/ ٦٣ - ٦٤، "اللسان" ٦/ ٣٤٩٥ "القاموس" ٤٨.