(وإن كان)(إن) مخففة من الثقيلة، وأصله: وإنه كان. (من قصب) أي: لؤلؤ مجوف. (في خلتها) بالضم أي: أهل ودِّها وصداقتها، والخلة: الصداقة والمحبة فهي مصدر، وتطلق الخلة على الخليل ويستوي فيه المذكر والمؤنث؛ لأنه في الأصل مصدر يقول: خليل بين الخلة والخلولة. قاله ابن الأثير وغيره (١)، ومَرَّ الحديث في المناقب (٢).
ومطابقته للترجمة: إهداء النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصدقاء خديجة ومعارفها رعاية، وحفظًا لعهدها مع أن لفظ الترجمة ورد في حديث الحاكم والبيهقي: عن عائشة قالت: جاءت عجوز إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال:"كيف أنتم؟ كيف حالكم؟ كيف كنتم بعدنا؟ " قالت: بخير بأبي أنت وأمي يا رسول اللَّه. فلما خرجت قلت: يا رسول اللَّه، تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال، فقال:"يا عائشة، إنها كانت تأتينا زمان خديجة فإن حسن العهد من الإيمان"(٣). فاكتفى البخاري في المطابقة بالإشارة على عادته.
(١) "النهاية في غريب الحديث" ٢/ ٧٢. (٢) سبق برقم (٣٨١٦) كتاب: مناقب الأنصار، باب: تزويج النبي - صلى الله عليه وسلم - خديجة وفضلها رضي اللَّه عنها. (٣) "المستدرك" ١/ ١٦ كتاب: الإيمان، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين فقد اتفقا على الاحتجاج برواته في أحاديث كثيرة وليس له علة. =