(أن ينفر) أي: يرجع من الحج. (كئيبة) أي: سيئة الحال. (لأنها حاضت) أي: ولم تطف طواف الوداع فطننت أنه كطواف الزيارة في تمام الحج، وأنه لا يجوز تركه مع العذر، وظن - صلى اللَّه عليه وسلم - أنها لم تطف طواف الزيارة. (فقال: عقرى) إلخ. فقوله:(لغة قريش) خبر مبتدإ محذوف، أي: هو اللفظة أي: عقرى حلقى، ومرَّ الحديث في الحج (١).
٩٤ - بَابُ مَا جَاءَ فِي زَعَمُوا
(باب ما جاء في: زعموا) الزعم بالضم والفتح قريبًا من الظن، قاله ابن الأثير (٢) والأصل فيه: أن يقال في الأمر الذي لا تعلم حقيقته، وفي المثل: زعموا مطية الكذب. وفي خبر أبي داود وغيره:"زعموا بئس الرجل"(٣)، ومعناه: أن من أكثر الحديث بما يعلم صدقه لم يؤمن عليه الكذب فقد يستعمل في القول المحقق.
(١) سبق برقم (١٥١٦) كتاب: الحج، باب: الحج على الرحل. (٢) "النهاية في غريب الحديث والأثر" ٢/ ٣٠٣. (٣) "سنن أبي داود" (٤٩٧٢) كتاب: الأدب، باب: في قول الرجل زعموا. رواه البخاري في "الأدب المفرد" ص ٢٦٦ (٧٦٣). وابن المبارك في "الزهد" ص ١٢٧ (٣٧٧). وأحمد ٥/ ٤٠١. وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (٨٦٦).