(باب: زيارة القبور) أي: مشروعيتها، وهي مندوبة للرجال؛ لخبر مسلم:"كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها"(١)، وأما النساء والخناثي، فمكروهة في حقهم، وهذا في زيارة قبر غير النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -، أما زيارة قبره فتندب لهما، كالرجال، ومثله قبور سائر الأنبياء والعلماء، والأولياء، وهذا كله في زيارة قبور المسلمين، وأما زيارة قبور الكفار فمباحة، وقيل: محرمة.
(١) انظر: "صحيح مسلم" (٩٧٦) كتاب: الجنائز، باب: استئنذان النبي - صلى الله عليه وسلم - ربه عزَّ وجلَّ في زيارة قبر أمه. (٢) قال ابن عثيمين -رحمه اللَّه- في تعليقه على هذا الحديث في "شرح رياض الصالحين": وفي هذا الحديث: أن الإنسان يعذر بالجهل سواء أكانت جهلًا بالحكم الشرعي أم جهلًا بالحال، فإن هذه المرأة قالت للرسول - صلى الله عليه وسلم -: إليك عني. وقد أمرها بالخير والتقوى والصبر. ولكنها لم تعرف أنه رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فلهذا عذرها الرسول - صلى الله عليه وسلم -. وفيه: أن الصبر الذي يحمد فاعله هو الصبر عند الصدمة الأولى، يصبر الإنسان ويحتسب ويعلم أن لله ما أخذ وله ما أعطى وأن كل شيء عنده بأجل مسمى.