قال القاضي عياض: وظاهره أنه قال ذلك غضبًا (١) انتهى، وإنما قال - صلى الله عليه وسلم - ذلك هنا وفي الباب الآتي وهو غضبانٌ ومثله غضبه في حكمه للزبير مع قوله:(لا يقضي القاضي وهو غضبان) لأنه - صلى الله عليه وسلم - معصوم فلا يجوز عليه الغلط في الحكم، بخلاف سائر القضاة.
[(قال رجل) هو: عبد الله بن حذافة الرسول إلى كسرى] (٢).
(فقام آخر) هو: سعد بن سالم. (فقال: أبوك) في نسخة: "قال: أبوك سالم مولى شيبة" أي: ابن أبي ربيعة، وكان سبب السؤال طعن بعض الناس في نسب بعضهم على عادة الجاهلية. (ما في وجهه) أي: من أثر الغضب، (قال إنَّا نتوبُ إلى الله) أي: مما يوجب غضبك.
(باب: من برك على ركبتيه عند الإمام أو المحدث) في (برك) استعار من برك البعير بروكًا، أي: استناخ، وكلُّ شيءِ ثبت وقام، فقد برك، ويُسَمَّى هذا المجاز غير مقيد، وهو: أن يكون في حقيقته مقيدًا، فيستعمل في الأعمِّ بلا قيد، كالمشفر وهو موضوع لشفة البعير يستعمل في مطلق الشفة فيقال: زيد غليظ المشفر.