للترجمة بقوله:(ذمة المسلمين وجوارهم واحدة) وأمَّا مطابقته للترجمة بقوله: (يسعى بها أدناهم) ففيما أشار به من قوله: (وذمة المسلمين واحدة) إلى ما في باب: إثم من عاهد ثم غدر (١)، من قوله:"ذمة المسلمين واحدة، يسعى بها أدناهم"(فمن أخفر مسلمًا) أي: نقض عهده.
(باب: إذا قالوا: صبأنا) أي: أو نحوه مما يأتي (ولم يحسنوا) أن يقولوا (أسلمنا) جواب (إذا) محذوف، أي: كان ذلك كافيًا في رفع القتال عنهم؛ لأنَّ العبرة في المقاصد بأدلتها بأي لغة كانت و (صبأنا) من صبأ فلان: إذا خرج من دينه إلى دين غيره، وكانت العرب تسمي النبي - صلى الله عليه وسلم - بالصابئ (٢)؛ لأنه خرج من دين قريش إلى دين الإسلام (فجعل خالد) أي: ابن الوليد لما بعثه - صلى الله عليه وسلم - إلى بني خزيمة فقالوا: صبأنا (٣). وأرادوا: أسلمنا، فلم يقبل ذلك وجعل يقتل منهم (أبرأ إليك) في نسخة: "اللهم إني أبرأ إليك". (مما صنع خالد) أي: من قتله من قال: صبأنا، لكنه - صلى الله عليه وسلم - عذر خالدًا في اجتهاده؛ ولهذا لم يَقِدْ منه
(١) ستأتي برقم (٣١٧٩) كتاب: الجزية والموادعة، باب: إثم من عاهد ثم غدر. (٢) دلَّ على ذلك حديث سبق برقم (٣٤٤) كتاب: التيمم، باب: الصعيد الطيب ووضوء المسلم. (٣) ستأتي برقم (٧١٨٩) كتاب: الأحكام، باب: إذا قضى الحاكم بجور.