إلى أبي هريرة، وقال: أنشدك الله الحديث (١). وبذلك عُلم جواز إنشاد الشعر في المساجد، وهو محمولٌ على الشعر الحقِّ.
وأما خبر ابن خزيمة:(نَهَى رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - عن تناشد الأشعار في المساجد (٢). فضعَّفه جماعةٌ، وبتقدير صحته، هو محمولٌ على الشعر الباطل، كما حمل عليه خبر الصحيحين:"لأنَّ يمتلئ جوف أحدكم قيحًا خيرٌ له من أن يمتلئ شعرًا"(٣) وحمل بعضهم على من يمتلئ قلبه شعرَا حتَّى يغلب على اشتغاله به عن القرآن والذكر، والحاصل: أن إنشاد الشعر جائز بلا كراهة إن كان حقًّا، ومكروه كراهة تحريم إن كان باطلًا، ومكروه كراهة تنزيه إذا غلب عليه اشتغالٌ به عن القرآن والذكر.
(١) سيأتي برقم (٣٢١٢) كتاب: بدء الخلق، باب: ذكر الملائكة. (٢) "صحيح ابن خزيمة" ٢/ ٢٧٥ (١٣٠٦) جماع أبواب: فضائل المساجد وبنائها وتعظيمها، باب: الزجر عن إنشاد الشعر في المساجد. والحديث حسنه الألباني "صحيح ابن خزيمة" (١٣٠٦). (٣) سيأتي برقم (٦١٥٤) كتاب: الأدب، جاب: ما يكره أن يكون الغالب على الإنسان الشعر.