(تصدَّقوا فسيأتي عليكم زمانٌ) هو وقتٌ ظهور أشراط السّاعة، أو وقتٌ ظهور كنوز الأرض، وقلةِ النَّاس، وقصرِ آمالهم، والخطاب لجنس الأمة، والمراد: بعضهم. ومرَّ الحديث في باب: الصَّدقة قبل الرَّدِّ (١).
(باب: من أمر خادمه بالصدقة، ولم يناولها بنفسه) للمتصدق عليه، فلكل منهما أجرٌ.
(قال أبو موسى) هو عبدُ الله بُن قيس الأشعري. (هو) أي: خادم المتصدق. (أحد المتصدقين) بفتح القاف، أي: هو والمتصدق في أصلِ الأجر سواء، وإنْ اختلف مقدارُه فيهما، فلو أعطى المتصدقُ خادمَه مائةَ دينارٍ؛ ليدفعها الفقيرُ على باب داره، فأجرُ المتصدق أكثر، ولو أعطاه رغيفًا [ليدفعه](٢) إلى فقير في مكان بعيدٍ، فإنَّ كان أجرةُ مشي الخادم تزيد على قيمة الرغيف، فأجُر الخادم أكثر وإن كانت تساويها، فمقدار أجرهما سواء.