للمؤمن في التربص حسنين: حسن الظفر، وحسن الثواب، وفي العسر يسرين يسر متقدم، ويسر متأخر، والحسنيان واليسران مختلفان فكذا اليسران هنا، وهذا موافق لقولهم: إن النكرة إذا أعيدت نكرة تكون غيرها، والمعرفة إذا أعيدت معرفة تكون الثانية غير الأولى ({فَانْصَبْ}) أي: فاتعب (في حاجتك إلى ربك). الأنسب أن يقول: لربك، أو يقول: وإلى ربك. ({فَارْغَبْ}) أي: تضرع؛ لأن نصب بالكسر بمعنى: تعب، يتعدى باللام، ورغب بمعنى: تضرع يتعدى بإلى، وإن كانت الحروف تتعارض. (ويذكر عن ابن عباس: {أَلَمْ نَشْرَحْ}) .. إلخ أشار به إلى أن الاستفهام، للتقرير.
(سورة {وَالتِّينِ} قال مجاهد هو التين والزيتون الذي يأكل الناس).
الأولى: اللذان يأكلهما الناس وقيل: التين: مسجد نوحٍ الذي بني على الجودي، والزيتون: مسجد بيت المقدس (١). وقيل: التين: المسجد الحرام، والزيتون: المسجد الأقصى (٢). وقيل: التين: مسجد دمشق، والزيتون: مسجد بيت المقدس (٣) وقيل: التين: الجبل الذي
(١) رواه ابن جرير في: "التفسير" ١٢/ ٦٣٢ (٣٧٥٧٢). وابن أبي حاتم ١٠/ ٣٤٤٧ (١٩٤٠٢). (٢) عزاه السيوطي في: "الدر المثور" ٦/ ٦١٩ لابن مردويه. (٣) رواه ابن جرير في: "التفسير" ١٢/ ٦٣٢ (٣٧٥٧٠).