تَحْرِيمِ الخَمْرِ، وَلِذَلِكَ عَذَرَ النَّبِيُّ ﷺ حَمْزَةَ فِي قَوْلِهِ: (هَلْ أَنْتُمْ إِلَّا عَبِيدٌ لآبَائِي)، وَلَمْ يُؤَاخِذْهُ بِهِ، وَكَانَ ثَمِلًا.
وَمِنْ بَابِ القَطَائِعِ
قَوْلُهُ (سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً) (١) يَعْنِي: سَتَرَوْنَ بَعْدِي مِنَ التَّفْضِيلِ فِي العَطَاءٍ، وَمَا يُؤْثَرُ بِهَا الرَّجُلُ.
قِيلَ (الأَثَرَةُ): ما يُؤْثَرُ بِهِ الرَّجُلُ، أَيْ: مَا يُفَضَّلُ بِهِ، وَفِيهِ لُغَةٌ أُخْرَى: أَثَرٌ، وَجَمْعُهَا أُثْرٌ، وَقِيلَ: أَثَرَةٌ وَأُثْرٌ.
قَالَ الحُطَيْئَةُ فِي عُمَرَ ﵁ (٢): [من البسيط]
مَا أَثَرُوكَ بِهَا إِذْ قَدَّمُوكَ لَهَا … وَلَكِنْ لِأَنْفُسِهِمْ كَانَتْ بِكَ الأَثَرُ
وَقِيلَ: الْأَثْرُ: جَمْعُ أَثْرَةٍ، كَبَدْرَةٍ وَبَدْرٌ.
وَالْمَحْفُوظُ فِي الحَدِيثِ: (أَثَرَةٌ) بِفَتْحِ الثَّاءِ، وَهُوَ اسْمٌ مِنْ آثَرَ يُؤْثِرُ إِيثَارًا، وَفِيهِ لُغَةٌ أُخْرَى عَرَبِيَّةٌ وَهِيَ: الأَثْرَى.
قَالَ الشَّاعِرُ: [من الطَّوِيل]
فَقُلْتُ لَهُ يَا ذِئْبُ هَلْ لَكَ فِي أَخٍ … يُوَاسِي بِلَا أُثْرَى عَلَيْكَ وَلَا بُخْلِ (٣)
(١) حديث (رقم: ٢٣٧٦).(٢) البيت في ديوانه (ص: ١٠٨) ولكن بلفظ: (لم يؤثروك .... * ..... كَانَتْ بِها الأثر).(٣) البيْتُ بِلا نِسْبَةٍ في المحْكَمِ والمحيطِ الأَعْظَم لابن سيده (١٠/ ١٧٥)، ومقاييس اللغة لابن فارس (١/ ٥٥)، ولسان العرب لابن منظور (٤/ ٥)، وتاج العروس للزبيدي (١٠/ ١٨).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute