كتاب شرح صحيح البخاري - الأصبهاني

ومن كتاب الجزية - ومن باب: الخيل لثلاثة قوله: (ورجل ربطها [فخرا] ورثاء ونواء لأهل الإسلام). - ج: 4 - ص: 346

وَفِي رِوَايَةٍ: (وَضَعَ قَدَّهُ) (١) كأنَّ الْمَعْنى: مَوْضع السَّوْطِ.

وَالقَدُّ سِقَاءٌ صَغِيرُ يُتَّخَذُ مِنْ سَائِرِ السَّخْلَةِ، وَفِي المَثَلِ: (مَا يَجْعَلُ قَدَّكَ إِلَى أَدِيمِكَ) (٢): يُضْرَبُ لِمَنْ يَقِيسُ الصَّغِيرَ بِالكَبِيرِ.

وَرُوِيَ: (مَوْضِعُ قَيْدِهِ)، فَتَكُونُ الهَاء ضَمِيرَ قَوْلِهِ: (أَحَدُكُمْ).

وَمِنْ بَابِ: الخَيْلِ لِثَلَاثَةٍ قَوْلُهُ: (وَرَجُلٌ رَبَطَهَا [فَخْرًا] (٣) وَرِثَاءً وَنَوَاءٌ لِأَهْلِ الإِسْلَامِ) (٤).

(نِوَاءً): مَصْدَرُ نَاوَأْتُهُ مُنَاوَءَةً أَيْ: نَاهَضْتُهُ، وَهِيَ مُفَاعَلَةٌ مِنَ النَّوْءِ، وَهُوَ النُّهُوضُ، يُقَالُ: نَاوَأَنَا العَدُوُّ إِنْ نَاهَضْنَاهُمْ، وَكَأَنَّ الْمَعْنَى (٥): [من الكَامِل]

بَلَّتْ قُتَيْبَةُ فِي النَّوَاءِ بِفَارِسٍ … لَا طَائِشٍ رَعِشٍ وَلَا وَقَّافِ

بَلَّتْ أَيْ: ظَهَرَتْ.

---

(١) حديث (رقم: ٢٧٩٦).
(٢) ينظر: جمهرة الأمثال للعسكري (٢/ ٢٢٦ و ٢٦٣، والمستقصى في أمثال العرب للزمخشري (٢/ ٣٣٥)، ومجمع الأمثال للميداني (٢/ ٢٦٠). قال العسكري: "يُضْرَبُ مَثَلًا لخطأِ النَّاسِ في التَّشبيه".
(٣) ساقِطَةٌ منَ المخْطُوط، والاستدراكُ مِن مَصْدَر التخريج.
(٤) حديث (رقم: ٢٨٦٠).
(٥) البيت ذكره ابن فارس في معجم مقاييس اللغة (١/ ١٨٩) مهملا بلفظ:
بَلَّتْ عُرَيْنَةُ فِي اللَّقَاءِ بِفَارِسٍ … ......................
وهو أحد أبيات ثلاثة لبنت مرة بن عاهان الحارثي ترثي أباها وتنظر: خزانة الأدب للبغدادي (١١/ ٤٢٤).