وَلَا يُسْتَعْمَلُ لِلطِّيبِ.
وَالضَّرْبُ الثَّالِثُ: مَا يُنْبِتُ لِلطِّيبِ وَلَا يُتَّخَذُ مِنْهُ الطِّيبُ: كَالرَّيْحَانِ الفَارِسِي (١) وَهُوَ الأَخْضَرُ، وَالْمَرْزنجوش (٢)، وَاللُّفَاح (٣) وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ، وَكُلُّهُ طِيبٌ وَفِيهِ الفِدْيَةُ.
وَلِأَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ قَوْلَانِ فِي الرَّيْحَانِ، وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ طِيبٌ.
وَقَوْلُهُ: (وَلَا تَنتَقِبُ المَرْأَةُ المُحْرِمَةُ، وَفِي رِوَايَةٍ: (لَا تَنْتَقِبُ وَلَا تَلْبَسُ القُفَّازَيْنِ).
قَالَ أَصْحَابُ الشَّافِعِيِّ ﵀: الْمُحْرِمُ مَمْنُوعٌ عَنْ سَتْرِ رَأْسِهِ بِالْمَخِيطِ وَغَيْرِ الْمَخِيطِ، وَمَمْنُوعٌ مِنْ لُبْسِ الْمَخِيطِ فِي بَدَنِهِ، وَغَيْرُ مَمْنُوعٍ مِنْ غَيْرِ الْمَخِيطِ، وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ مَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ ﵁: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ
(١) الريحان الفارسي: هو الضَّيْمَرَان، والصَّوْمَران: وهو نوعٌ من رَيْحان الْبَرِّ، يُسَمِّيه بعضُ العَامَّة باليمن: الشّقر، ويُسَمَّى بتهامة: الحُبَاق. ينظر: العين للخليل (٧/ ٤٢)، المحكم لابن سيده (٨/ ٢٠١)، تحرير ألفاظ التنبيه للنووي (ص: (١٤٢) تاج العروس للزبيدي (١٢/ ٤٠٥).(٢) وقع في المخطوط (المرنجوش)، وهُو خَطَأ، وصَوَابُه: المرزنجوش، ويقال له: والمرزجوش بالفتح: نبتٌ لا ينبت بأرض العَرب، ويسمَّى المردقوش، ويقال له أيضا: العَنْقَز. وينظر كتاب النبات لأبي حنيفة: (ص: ٢٠٩).ومن أسمائه أيضا: حبَق الفيلِ، ورَيْحانُ داود، ومَلُول، ينظر: معجم أسماء النبات لأحمد عيسى (ص: ١٣٠).(٣) الُّلفَاح: ضَرْبٌ من الفُرْسك أَجْرَد، فِيه حُمْرَةٌ، وهُو كالبَاذِنْجان، طيِّب الرَّائِحَة، يُوضع من الرَّيَاحِين، وهو اليبروح، ينظر: الصيدنة للبيروني (ص: (٥٥٩)، والموسوعة في علوم الطبيعة لإدوارد غالب (٣/ ١٤٦٣).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute