(حرمها) بالبناء للمفعول مخففًا، وفي الجنة أنهار من خمر لذة للشاربين فيدخل من ذكر الجنة لكن لا يشرب منها بأن لا تشتهيها نفسه فلا يرد قوله تعالى:{وَفيهَا مَا تشتهي الأَنفُسُ}(١)[الزخرف: ٧١] وقيل: لا يدخلها؛ لأن الخمر شراب أهلها فإذا حرم شربها دل على أنه لا يدخلها؛ ولأنه إن حرمها عقوبة له لزم وقوع الهم والحزن له والجنة لا هم فيها ولا حزن، فالمعنى: أنه لا يدخلها ويشرب من خمرها إلَّا إن عفا الله عنه كما في سائر الكبائر.
(أبو اليمان) هو الحكم بن نافع. (شعيب) أي: ابن أبي حمزة.
(بإيلياء) بالهمز: مدينة ببيت المقدس (٢). (للفطرة) أي: فطرة الإسلام.
(ولو أخذت الخمر غوت أمتك) أي: بشربها. قال ذلك لفهمه أنها
(١) قرأ نافع وابن عامر وحفص بالهاء على الأصل؛ لأنها تعود على الموصول، وقرأ باقي السبغة بغيرها، حذفوها لطول الاسم استخفافًا. انظر: "الكشف عن وجوه القراءات السبع" للقيسي ٢/ ٢٦٢، "زاد المسير" ٧/ ١٠٥. (٢) إيليا: اسم مدينة بيت المقدس؛ قيل: معناه بيت الله، وقد سمي البيت المقدس إيلياء. يقول الفرزدق: وبيتان بيت الله لحن ولاته ... وقصر بأعلى إيلياء مشرف انظر: "معجم البلدان" ١/ ٢٩٣.