في {صَغَتْ قُلُوبُكُمَا}[التحريم: ٤]، وجاز تثنيته وهي وإن كانت الأصل، قليلة الاستعمال. (وما يعذبان في كبير) أي: عند الناس؛ لعدم المشقة عليهم في الاحتراز عنه. (ثم قال: بلى) هي إيجابٌ للنفي، أي: بلى لا يعذبان في كبير، أي: عند الله؛ لعظم إثمه، فهو مع ما قبله نظير قوله تعالى:{وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ}[النور: ١٥]، وفي نسخة: بدل (بلى): "بل".
(لا يستتر من بوله) يعني: لا يتنزه عنه، بدليل روايته في نسخة بلفظ:"لا يستبرئ" أي: لا يستفرغ البول جهده بعد فراغه منه. (يمشي بالنميمة) وهي نقل كلام الناس بعضهم لبعض بقصد الإفساد. (كسرتين) بكسر الكاف: تثنية كِسرة، وهي القطعة من الشيءِ المكسور. (لعله أن) شبه لعلَّ بعسى، فقرنها بأن. (عنهما) في نسخة: "عنها"، أي: عن النفس.
(ما لم تيبسا) بمثناة فوقية، بالتأنيث؛ باعتبار عود الضمير إلى الكسرتين، وبمثناة تحتية، بالتذكيرة باعتبار عود الضمير إلى العودين؛ لأن الكسرتين عودان، وفي نسخة:"إلا أن ييبسا"، وفي أخرى:"إلى أن ييبسا"، والباءُ في الجميع مفتوحة، من باب: علم، يعلم، وقد تكسر في لغة شاذة.
ثم ما ذكر كان بالوحي، كما قاله المازري وردَّه بأنه: لو كان بالوحي لما أتي بحرف الترجي.
أجيب عنه: بأن لعل هنا للتعليل (١)، أو أنه شفع لهما في
(١) كون (لعل) للتعليل أثبته الكسائي والأخفش وحملا على ذلك قوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} وقوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}. وقال الأخفش: قوله تعالى: {لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ} نحو قول الرجل لصاحبه: