(وعن عبد الصمد) أي: ابن عبد الوارث. (أيوب) أي: السختياني.
(يأتيها في) أي: في محل الحرث وهو قبلها وإن كان من خلفها ومن فسره بقوله: أي: في دبرها أخذًا مما وقع في رواية (١) حتى قيل: إنه رخصة وإن عليه جماعة تخالف لما عليه الجمهور من تحريم ذلك؛ لورود النهي عن فعله في أخبار كثيرة كخبر الإمام أحمد: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يأتي الرجل امرأته في دبرها (٢)، وخبر الترمذي:"لا ينظر الله إلى رجل أتى امرأة في دبرها"(٣)، وخبر الطبراني:"إن الله لا يستحي من الحق لا تأتوا النساء في أدبارهن"(٤) وبذلك تؤول الرواية المذكورة بأن (في) بمعنى: من، كما في قوله: هذا ذراع في الثوب أي: منه والمعنى: يأتيها من جهة دبرها في قبلها.
(١) أخرج ابن جرير في "تفسيره" عن ابن عمر: {فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} قال: في الدبر. "تفسير الطبري" ٢/ ٤٠٧ (٤٣٣٤). (٢) "مسند أحمد" ٢٤٠٠٩/ ٣٦. وهو من حديث علي بن طلق. طبعة مؤسسة الرسالة ٣٩/ ٤٧٢. (٣) "سنن الترمذي" (١١٦٥) كتاب: الرضاع، باب: ما جاء في كراهية إتيان النساء في أدبارهن قال: هذا حديث حسن غريب من حديث ابن عباس. وحسنه الألباني في "صحيح الترمذي". (٤) "المعجم الكبير" ٤/ ٨٤ (٣٧١٦).