(عام حجة الوداع) سميت بذلك؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - ودعهم فيها، وسميت أيضًا بالبلاغ؛ لأنه قال لهم: هل بلغت، وبحجة الإسلام؛ لأنها الحجة التي فيها حج المسلمون، ليس فيها مشرك. (بلغ بي من الوجع) أي: غايته. (ولا يرثني) أي: من الورثة الخاصة. (إلا ابنة) اسمها: عائشة، ولم يكن له إذ ذاك سواها، ثم جاء له بعد ذلك أولاد. (بالشطر) أي: بالنصف، وفي نسخة:"فالشطر" بالفاء، والرفع بالابتداء، أي: فالشطر أتصدق به. (ثم قال: الثلث) بالرفع بفعل محذوف، أي: يكفيك الثلث، أو خبر مبتدأ محذوف، أي: المشروع الثلث، أو مبتدأ حذف
(١) قال ابن عثيمين -رحمه اللَّه- في تعليقه على هذا الحديث في "شرح رياض الصالحين": وفي هذا الحديث: مشاورة الإنسان لأهل العلم في شئونه؛ لأن سعدًا استشار النبي - صلى الله عليه وسلم - حينما أراد أن يتصرف بشيء من ماله. وفيه: أنه ينبغي للمستشير أن يذكر الأمر على ما هو عليه حقيقة ولا يلوذ يمينًا وشمالًا: بل يذكر الأمر حقًّا على ما هو عليه حتى يتبين للمستشار حقيقة الأمر. وفيه: أنه لا يجوز للإنسان إذا كان مريضًا مرضًا يخشى منه الموت أن يتبرع بأكثر من الثلث من ماله. وفيه: إشارة إلى أنه ينبغي للإنسان أن يستحضر نية التقرب إلى اللَّه في كل ما ينفق حتى يكون له في ذلك أجر.