الساقطُ الباطلُ. وقولُه:(وإذا قال لصاحبه .. إلخ) من جملةِ الترجمة. وقولُه:(لصاحبه) أي: لجليسه، وإنما سماه صاحبَا له؛ لا لأنه صاحبهُ في الخطابِ، والجلوسِ. والإنصات: السكوتُ؛ للاستماع. والاستماعُ: الإصغاءُ إلى المسموع، فهما وإنْ تلازما فمختلفان مفهومًا؛ ولهذا أفرد البخاريُّ لكل منهما ترجمة. (ينصت) بضمِّ أوله من أنصتَ، وبفتحه من نصتَ أي: سكتَ، والأفصحُ الضمُّ، وفي نسخةٍ:"وينصت" بواو.
(عن عقيل) بضم العين، أي: ابن خالد الأَيلْي. (لغوت) من لغى، يلغو، لغوا، ومثله: لغي بالكسر يلغي لغى، ويروى:"لغيت"، قال النووي: وهي ظاهر القرآن في {وَالْغَوْا فِيهِ} إذا لو كان من: لغى يلغو لقال: والغُو، بضم الغين (١).
وفي الحديث: النهيُ عن جميع الكلامِ حال الخطبة، والتنبيه بهذا على ما سواه؛ لأنَّ الأمرَ بالمعروفِ إذا كان لغوا، فغيرُه أولى، وبكل حال جمعته صحيحة، وأما خبرُ الإمامِ أحمدَ "ومن قال: صهٍ، فقد تكلم، ومن تكلم فلا جمعة له"(٢) فمحمولٌ على نفيِ الكمالِ، جمعًا بين الأدلة.
(١) "صحيح مسلم بشرح النووي" ٦/ ١٣٨. (٢) "مسند أحمد" ١/ ٩٣ من طريق علي بن إسحاق، وإسناده ضعيف لجهالة مولى امرأة عطاء. وأخرجه أبو داود (١٠٥١) كتاب: الصلاة، باب: فضل الجمعة. =