يفتحان، وقد يضم الأول ويفتح الثاني، وفي نسخة:"بترجمانه"، وفي أخرى:"بالترجمان"، وهو: المفسر لغة بلغة، والباء في الأخيرتين زائدة للتوكيد (١)، كما في قوله:{وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}[البقرة: ١٩٥] أو أصلية بتضمين دعا معنى استعان، وإلا فدعا متعد بنفسه.
(فقال: أيكم أقرب) الفاء فصيحة، أي: فقال للترجمان قل: أيكم أقرب فقال الترجمان ذلك، وصلة أفعل التفضيل، والمفضل عليه: محذوفان، والتقدير: أيكم أقرب إليه من غيره، ووجه سؤال هرقل ذلك: أن الأقرب إلى النبيِّ أعلمُ بحاله، وأبعد من الكذب في نسبه؛ لئلا يكون قدحًا في نسب نفسه.
(فقال) في نسخةٍ: "قال"(قلت) في نسخةٍ: "فقلتُ". (أقربهم نسبًا) في نسخةٍ: "أقربهم به نسبًا". (فقال) نسخة: "قال". (أدنوه) بهمزة قطع مفتوحة؛ أي: قربوه، وأصله: ادنيوا بكسر النون استثقلت الضمة على الياء فحذفت فالتقى ساكنان فحذفت الياءُ دون
(١) أن تكون الباء زائدة في ستة مواضع: أحدها: في الفاعل، نحو: كفى بالله شهيدًا. الثاني: في المفعول، وعليه خرَّج المصنف زيادة الباء في (بالترجمان). الثالث: في المبتدأ، نحو: بحسبك وَلَد. الرابع: في الخبر. وبخاصة في خبر ليس وما العاملة عملها، نحو: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} و {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}. الخامس: في النفس والعين في باب التوكيد نحو: جاء محمد بنفسه، أو: بعينه. السادس: في الحال المنفية. قاله بعض النحاة واحتجوا بأن جملة الحال شبيهة بجملة الخبر، وجعلوا منه قول الشاعر: فما رَجَعَتْ بخائبةِ رِكابٌ ... حكيمُ بنُ المُسَيَّبِ مُنْتَهاهَا