فعن عبد الله بن عبّاس -رضي الله عنهما- أنَّه قال لمؤذِّنه في يوم مطير: إِذا قلت: "أشهد أن لا إِله إلاَّ الله، أشهد أن محمداً رسول الله، فلا تقل: حي على الصلاة، قل: صلّوا في بيوتكم، قال: فكانّ الناس استنكروا ذاك فقال: أتعجبون من ذا؟ قد فعل ذا مَن هو خير منّي؛ إِنَّ الجمعة عَزْمَة (١) وإني كرهتُ أن أُخرجكم فتمشوا في الطين والدَّحْضِ (٢) "(٣).
وعن أبي المليح عن أبيه أنّه شهد النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - زمن الحديبية في يوم جمعة وأصابهم مطر؛ لم تبتلّ أسفل نعالهم فأَمَرهم أن يصلّوا في رحالهم" (٤).
[أداء الجمعة في المسجد الجامع:]
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان الناسُ ينتابون يومَ الجُمعة (٥) من منازلهم العوالي (٦) ... " (٧).
وقال عطاء (٨) إِذا كنت في قرية جامعة؛ فنُوديَ بالصلاة من يوم الجمعة
(١) أي: واجبة متحتمة ضد الرخصة. (٢) قال النووي: الدحض والزلل والزلق ... كله بمعنى واحد. (٣) أخرجه البخاري: ٦١٦، ومسلم ٦٩٩ وهذا لفظه، وتقدّم. (٤) أخرجه أبو داود "صحيح سنن أبي داود" (٩٣٢)، وابن ماجه "صحيح سنن ابن ماجه" (٧٦٤)، وانظر "الإرواء" (٢/ ٣٤١). (٥) أي: أتونها ويقصدونها، وفي "الفتح" أي: يحضرونها نوباً، وفي رواية: يتناوبون. (٦) هي القرى التي حول المدينة على أربعة أميال فصاعداً منها. (٧) أخرجه البخاري: ٩٠٢، ومسلم: ٨٤٧ (٨) قال عطاء: وصَله عبد الرزاق عن ابن جريج عنه.