يُستحبّ له إِذا دخَل على زوجته أن يلاطفها، كأنْ يقدّم إليها شيئاً من الشراب ونحوه؛ لحديث أسماء بنت يزيد بن السكن، قالت:"إِنّي قَيَّنت (٢) عائشة لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ثمّ جئته، فدعوته لجلوتها (٣)، فجاء فجلَس إِلى جنبها، فأُتي بعُسّ (٤) لبن، فشرب، ثمّ ناوَلها النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فخفضَت رأسها واستحيت.
قالت أسماء: فانتهرتها، وقلت لها: خذي من يد النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قالت: فأخذَت، فشربَتْ شيئاً، ثمّ قال لها النبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أعطي تِرْبَكِ (٥) " (٦).
٢ - وضْعُ اليدِ على رأس الزوجة والدعاءُ لها:
وينبغي أن يضع يده على مقدّمة رأسها عند البناء بها -أو قبل ذلك-، وأن يسميَ الله -تبارك وتعالى-، ويدعو بالبركة، ويقول ما جاء في قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذا تزوج أحدكم امرأة، أو اشترى خادماً، [فليأخُذ بناصيتها](٧)، [وليُسَمِّ الله -عزّ
(١) عن "آداب الزفاف" -بتصرُّف- لشيخنا الألباني -رحمه الله-. (٢) أي: زيّنْتُها لزفافها. (٣) أي: حتى يراها -عليه الصلاة والسلام- مجلوّة؛ أي: مكشوفة. (٤) العُسّ: القَدح الكبير. (٥) التِّرب: المماثل في السنّ، وأكثر ما يُستعمَل في المؤنث. "الوسيط". (٦) أخرجه أحمد وغيره، وانظر "آداب الزفاف" (ص ٩٢). (٧) أي: مقدّم رأسها.