وجعلتني له، فاجعلني أحبّ أهله ومالِه، أو مِن أحبِّ أهله ومالِه إليه" (١).
فضل النفقة في سبيل الله وتجهيز الغزاة (٢)
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "من أنفَق زوجين في سبيل الله، دعاه خَزَنَة الجنّة -كُلُّ خَزَنةِ باب - أي فُل (٣)، هلُمَّ" قال أبو بكر: يا رسول الله، ذاك الذي لا توى (٤) عليه، فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إني لأرجو أن تكون منهم" (٥).
وفي رواية: "مَن أنفق زوجين في سبيل الله مِن ماله؛ دعتهُ حَجَبَة الجنّة: أي فُلُ، هَلُمّ! هذا خيرٌ -مراراً-، فقال أبو بكر: يا رسول الله! هذا الذي لا تَوَى عليه، فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أما إنّي أرجو أن تدعوك الحجَبة كلها" (٦).
وعن زيد بن خالد -رضي الله عنه- أنّ رسول الله قال: "مَن جهَّز غازياً في سبيل الله فقد غزا، ومن خَلَف غازياً في سبيل الله بخيرٍ فقد غزا" (٧).
(١) أخرجه النسائي وصححه شيخنا -رحمه الله- في "صحيح الترغيب والترهيب" (١٢٥١). (٢) هذا العنوان من "صحيح البخاري" (كتاب الجهاد) (باب - ٣٧). (٣) أي فُل: معناه يا فلان "النهاية". وانظر "الفتح" للمزيد من الفائدة. (٤) لا توى: أي لا ضياع ولا خسارة، وهو من التوى: الهلاك. "النّهاية". (٥) أخرجه البخاري: ٢٨٤١، ومسلم: ١٠٢٧، وانظر "صحيح البخاري" الأرقام الآتية (١٨٩٧، ٣٢١٦، ٣٦٦٦). (٦) أخرجه ابن حبان في "صحيحه" "التعليقات الحسان" (٤٦٢٢) وأبو عوانة في "صحيحه" وغيرهما، وانظر "الصحيحة" (٢٢٦٠). (٧) أخرجه البخاري: ٢٨٤٣، ومسلم: ١٨٩٥.