وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذا سلّم لم يقعد إلاَّ مقدار ما يقول:"اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ذا الجلال والإِكرام"، وفي رواية ابن نمير:"يا ذا الجلال والإِكرام".
علوّ الإِمام أو المأموم:
عن أبي مسعود الأنصاري قال:"نهى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن يقوم الإِمام فوق شيء والناس خلفه -يعني: أسفل منه-"(١).
وعن همام أنَّ حذيفة أمَّ الناس بالمدائن على دكان (٢)، فأخذَ أبو مسعود بقميصه فجبَذه، فلمّا فرغ من صلاته قال: ألم تعلم أنّهم كانوا ينهون عن ذلك؟ قال: بلى، قد ذكرت حين مدَدْتني (٣)(٤) فإِذا كان للإِمام مصلحة من ارتفاعه على المأموم؛ لتعليمٍ ونحوه فجائز كما في حديث أبي حازم بن دينار: "أنَّ رجالاً أتوا سهل بن سعد الساعديّ، وقد امتروا (٥) في المنبر مِمَّ
(١) أخرجه الدارقطني وسكت عنه الحافظ في "التلخيص" وقال شيخنا في "تمام المنّة": وإسناده حسن. (٢) في رواية لأبي داود "صحيح سنن أبي داود" (٥٥٨): "والناس أسفل منه". (٣) أي: اتبعتك حين أخذْت على يدي وجذَبتني. (٤) أخرجه الشافعي في "الأم" وأبو داود "صحيح سنن أبي داود" (٥٥٧) والحاكم وغيرهم، وانظر "الإِرواء" (٢/ ٣٣١). (٥) قال الحافظ (٢/ ٣٩٧): "امتروا: من المماراة وهي المجادلة، وقال الكرماني: من الامتراء وهو الشك، ويؤيد الأوّل قوله في رواية عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عند مسلم: "أن تماروا، فإِنّ معناه تجادلوا، قال الراغب: الامتراء والمماراة: المجادلة، ومنه {فلا تُمارِ فيهم إلاَّ مراءً ظاهرًا}، وقال أيضاً: المِرية: التردد في الشيء ... ".