عن رافع بن خديج قال:"أصبح رجل من الأنصار مقتولاً بخيبر، فانطلق أولياؤه إِلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فذكروا ذلك له، فقال: لَكمْ شاهِدان يَشهدَان على قَتْل صاحبكم؟
قالوا: يا رسول الله، لم يكن ثَمّ أحدٌ من المسلمين، وإِنما هم يهود، وقد يجترئون على أعظم من هذا.
قال: فَاخْتارُوا مِنْهم خَمسِين فاستحلفوهم فأبوا، فوداه (٢) النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من عنده" (٣).
استيفاء القِصاص (٤):
ويُشترط لاستيفاء القِصاص ثلاثة شروط:
١ - أن يكون من يستحقّه مُكَلّفاً، فإِنْ كان صبيّاً أو مجنوناً لم يَجُز استيفاؤه، ويُحبَس القاتل حتى يبلغ الصبيّ، ويعقل المجنون -إِذا أمكن ذلك-.
٢ - أن يتفق أولياء الدم جميعاً على استيفائه، وليس لبعضهم الاستيفاء دون بعض، وإِنْ عفا بعضهم سقط القِصاص؛ كما تقدَّم.
(١) أي القِصاص. (٢) وداه: أي أعطى ديِتَه. "النهاية". (٣) أخرجه أبو داود "صحيح سنن أبي داود" (٣٧٩٣) وأصْل القصّة في "الصحيحين". (٤) "الشرح الكبير" (٩/ ٣٨٣) -بتصرف وزيادة-.