وبالشجرة " فإِنَّ النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صلّى مرّة إِلى شجرة"(٣). وبالجدار (٤) وبالسرير (٥) وما هو مثل مؤخرة الرحل -وهو أقلّ ما يجزئ- لقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذا وضع أحدكم بين يديه مثلُ مؤخِرة الرحل فليصلِّ ولا يبالِ من مرَّ وراء ذلك"(٦).
سترة الإِمام سترة من خلفه:
قال البخاري (باب سترة الإِمام سترة مَن خَلفه) وذكر تحته حديث ابن عباس برقم (٤٩٣): "أقبلتُ راكباً على حمارٍ أتانٍ (٧) وأنا يومئذ قد ناهزْتُ الاحتلام ورسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يصلّي بالناس بمنى إِلى غير جدار (٨)، فمررتُ بين
(١) يعرِّض: بتشديد الراء: أي: يجعلها عَرضاً. (٢) أخرجه البخاري: ٥٠٧ (٣) أخرجه النسائي وأحمد بسند صحيح. وانظر "صفة الصلاة" (ص ٨٣). (٤) لحديث سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه- الآتي قريباً -إِن شاء الله- بلفظ: "كان بين مصلّى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وبين الجدار ممرّ شاة". (٥) لحديث عائشة -رضي الله عنها-: " ... والله لقد رأيتُ النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يصلّي وإنّي على السرير بينه وبين القبلة مضطجعة". أخرجه البخاري: ٥١٤، ومسلم: ٥١٢ (٦) أخرجه مسلم: ٤٩٩ (٧) الحمارة الأنثى. "النهاية". (٨) لا يستلزم أن يكون إِلى غير سُترة، إِذ كل جدار سُترة، وليس كل سترة جداراً، وتبويب البخاري -رحمه الله- يدلّ عليه بالتأمّل، إِذ كيف يتحدّث عن سترة الإِمام =