وعن عبد الله بن عمرو بن العاصي -رضي الله عنهما- أنّ النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يقول: "إِنّ الله -عزّ وجلّ- يباهي ملائكته عَشيَّة عرفة بأهل عرفة، فيقول: انظروا إِلى عبادي شُعثاً غُبراً" (٣).
وفي حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- الطويل: " .. فإِذا وقف بـ (عرفة)؛ فإِنّ الله -عزّ وجلّ- ينزل إِلى سماء الدنيا فيقول: انظروا إِلى عبادي شُعثاً غبراً، اشهدوا أني قد غفرت لهم ذنوبهم، وإِن كانت عدد قطر السماء ورمل عالج (٤)" (٥).
الوقوف بعرفة رُكن الحجِّ الأعظم:
عن عبد الرحمن بن يعمر الدَّيْلي قال: "أتيت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو بعرفة، فجاء ناس -أو نفر- من أهل نجد، فأمروا رجلاً فنادى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: كيف
(١) أي: من غير استحداد ولا تنظُّف؛ قد رَكبهم غبار الطريق. "فيض القدير" أيضاً، وتقدّم. (٢) أخرجه أحمد، وابن حبان في "صحيحه"، والحاكم وقال: "صحيح على شرطهما"، وصححه شيخنا -رحمه الله- في "صحيح الترغيب والترهيب" (١١٥٢). (٣) رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الصغير" وإسناد أحمد لا بأس به، وصحّحه شيخنا -رحمه الله- في "صحيح الترغيب والترهيب" (١١٥٣). (٤) هو ما تراكم من الرمل، ودخَل بعضه في بعض. "النهاية". (٥) أخرجه البزار، والطبراني، وابن حبان في "صحيحه"، وحسّنه شيخنا -رحمه الله- في "صحيح الترغيب والترهيب" (١١٥٥).