وذاقِنَتي (١)، فلا أكره شدة الموت لأحدٍ أبداً بعد النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -" (٢).
ما يجب على المريض (٣)
١ - على المريض أنْ يرضى بقضاء الله، ويصبر على قَدَره، ويُحسن الظنَّ بربه، ذلك خير له.
فعن صهيب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "عجباً لأمر المؤمن، إِنّ أمره كلَّه خير، وليس ذاك لأحدٍ إلاَّ للمؤمن: إِنْ أصابته سرَّاءُ شكَر؛ فكان خيراً له، وإنْ أصابته ضرَّاءُ صبَر؛ فكان خيراً له" (٤).
وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لا يموتَنَّ أحدكم إِلا وهو يُحسن بالله الظنّ" (٥).
٢ - وينبغي عليه أن يكون بين الخوف والرجاء؛ يخافُ عقاب الله على ذنوبه، ويرجو رحمة ربّه.
فعن أنس -رضي الله عنه-: "أنّ النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دخل على شاب وهو في الموت، فقال: كيف تجدك؟ قال: أرجو الله يا رسول الله! وأخاف ذنوبي، فقال رسول
(١) الذاقنة: الذَّقَن، وقيل طرف الحُلقوم. وقيل: ما يناله الذَّقَن من الصَّدر. "النهاية". (٢) أخرجه البخاري: ٤٤٤٦. وعند الترمذي وغيره: "لا أغبط أحداً بهون موت؛ بعد الذي رأيت من شدّة موت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -". وصحّحه شيخنا -رحمه الله- في "مختصر الشمائل المحمدية" (رقم ٣٢٥). (٣) عن "أحكام الجنائز" لشيخنا الألباني -رحمه الله- بتصرّف. (٤) أخرجه مسلم: ٢٩٩٩. (٥) أخرجه مسلم: ٢٨٧٧.