قال: يا نبي الله! بل يسبقني إِلى باب الجنة فيفتحها لي، لهو أحبّ إِليّ! قال: فذاك لك" (١).
وعن عمرو بن حزم -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ما من مؤمن يُعزّي أخاه بمصيبة؛ إِلا كساه الله -عزّ وجلّ- من حُلل الجنّة" (٢).
[ماذا يقول عند التعزية؟]
ويُعزّيهم بما يظنُّ أنه يُسلّيهم، ويكفّ من حزنهم، ويحملهم على الرّضا والصبر، ممّا يثبت عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -إِنْ كان يعلمه ويستحضره- وإلا فبما تيسرّ له من الكلام الحسن الذي يُحقق الغرض ولا يخالف الشرع، وفي ذلك أحاديث:
الأول: عن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- قال: "أرسلت ابنة النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِليه: إِنّ ابناً لي قُبض، فأْتِنا، فأرسل يُقرئ السلام ويقول: إِنّ لله ما أخذ وله ما أعطى، وكلٌّ عنده بأجلٍ مسمًّى (٣)، فلتصبر ولتحتسب (٤) " (٥).
(١) أخرجه النسائي "صحيح سنن النسائي" (١٩٧٤) وغيره. (٢) أخرجه ابن ماجه "صحيح سنن ابن ماجه" (١٣٠١)، وغيره، وحسّنه شيخنا - رحمه الله- في "الإِرواء" (٧٦٤) -التحقيق الثاني-، وانظر "الصحيحة" (١/ ٣٧٨) برقم (١٩٥). (٣) أي: معلوم مُقدّر. (٤) أي: لِتَنْوِ بصبرها طلب الثواب من ربّها؛ ليُحسب ذلك من عملها الصالح. "فتح". (٥) أخرجه البخاري: ١٢٨٤، ومسلم: ٩٢٣.