عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "قال الله تعالى: قَسَمتُ الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإِذا قال العبد: الحمد لله ربِّ العالمين، قال الله تعالى: حَمِدني عبدي، وإِذا قال: الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: أثنى عليّ عبدي، وإذا قال: مالك يوم الدين، قال: مجَّدني عبدي (وقال مرّة: فوَّض إِليَّ عبدي) فإِذا قال: إِيَّاك نعبد وإياك نستعين، قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإِذا قال: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمتَ عليهم غيرِ المغضوب عليهم ولا الضَّالِّين، قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل" (٣).
وكان يقول: "ما أنَزل الله عز وجلّ في التوراة ولا في الإِنجيل مثل أمّ القرآن، وهي السبع المثاني (٤)[والقرآن العظيم الذي أوتيته] " (٥).
(١) أخرجه البخاري: ٧٩٣، ومسلم: ٣٩٧ (٢) أخرجه أحمد بسند جيد وانظر "صفة الصلاة" (ص ١١٤). (٣) مسلم: ٣٩٥ (٤) قال الباجي: "يريد قوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآنَ العظيم} [الحجر: ٨٧] وسُمّيت السبع؛ لأنها سبع آيات، والمثاني؛ لأنها تُثنّى في كل ركعة (أي: تعاد)، وإنما قيل لها: (القرآن العظيم) على معنى التخصيص لها بهذا الاسم، وإنْ كان كل شيء من القرآن قرآناً عظيماً، كما يقال في الكعبة: "بيت الله"، وإن كانت البيوت كلها لله، ولكن على سبيل التخصيص والتعظيم له". (٥) خرجه النسائي والحاكم، وصححه ووافقه الذهبي، وانظر "صفة الصلاة" (ص ٩٨).