وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: "يُوشِكُ أهل العراق أنْ لا يُجْبَى إليهم قَفِيزٌ ولا دِرهم. قلنا: مِنْ أين ذاك؟ قال: من قِبَلِ العَجَم. يمنعون ذاك. ثم قال: يُوشِك أهل الشَّأْم أن لا يُجْبَى إليهم دينار ولا مُدْيٌ.
قلنا: مِن أين ذاك؟ قال مِن قِبَلِ الرُّوم ثمّ أسْكَتَ (٢) هُنَيَّةً (٣).
ثمّ قال: قال رسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: يكون في آخر أمَّتي خليفةٌ؛ يَحثي المال حَثْياً لا يَعُدُّه عدداً" (٤).
قال: قلتُ لأبي نضرةَ وأبي العلاء: أتريان أنّه عمرُ بن عبد العزيز؟ فقالا: لا.
وقد قال الله- تعالى-: {ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً}(٥).
وقال -سبحانه-: {وكان حقاً علينا نصرُ المؤمنين}(٦).
(١) أخرجه أبو داود وغيره، وصحَّحه شيخنا -رحمه الله- في "الصحيحة" (٩٥٨). (٢) سكَتَ وأسْكَت: لغتان بمعنى صمت، وقيل: أسكت بمعنى أطرق وقيل بمعنى أعرض، "شرح النّووي". وانظر للمزيد من الفائدة ما قاله ابن الأثير -رحمه الله- في "النّهاية". (٣) هُنَيَّةً: أي قليلاً من الزمان، وهو تصغير هَنَة. "النّهاية". (٤) أخرجه مسلم: ٢٩١٣. (٥) النساء: ١٤١. (٦) الروم: ٤٧. (٧) محمد: ٧.