ثمّ ذكر الحافظ ابن كثير -رحمه الله- بعضاً مِن حديث عديِّ بن حاتم، وأرى مِن الفائدة أن أسوقه بتمامه:
قال -رضي الله عنه-: "بَينا أنا عند النبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذ أتاه رجُلٌ فشكا إليه الفاقَةَ، ثمّ أتاه آخر فشكا إليه قَطْع السبيل، فقال: يا عديّ هل رأيت الحِيْرَة؟ قلت: لم أرها وقد أُنبِئتُ عنها.
قال: فإنْ طالت بك حياة لتَرَّين الظّعينة (٤) ترتحل من الحِيرَة حتى تطوف بالكعبة، لا تخاف أحداً إلاَّ الله -قلت فيما بيني وبين نفسي: فأين دُعّار (٥) طَيئ الذين قد سَعّروا البلاد؟ - ولئنْ طالت بك حياة لتُفتَحنّ كنوزُ كسرى، قلت: كسرى بن هرمز؟ قال: كسرى بن هرمز، ولئنْ طالت بك حياة لتَرّين الرجل
(١) الأعراف: ١٢٩. (٢) القصص: ٥ - ٦. (٣) النور: ٥٥. (٤) المرأة في الهودج. (٥) وهو الشاطر الخبيث المُفسد. "الفتح".