-رضي الله عنه- أنّه قال: كانت لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثلاث صفايا (١): بنو النضير (٢) وخيبر وفَدَك (٣)، فأمّا بنو النضير فكانت حُبْساً (٤) لنوائبه (٥)، وأمّا فَدَك فكانت حُبْساً لأبناء السبيل (٦)، وأمّا خيبر؛ فجزَّأَها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثلاثة أجزاء: جزأين بين المسلمين، وجزءاً نفقةً لأهله، فما فَضَل عن نفقة أهله؛ جَعَله بين فقراء المهاجرين" (٧).
وقال شيخ الإسلام -رحمه الله- مُفصِّلاً في الفيء: *"وهو الذي ذَكَرَه الله -تعالى- في "سورة الحشر" حيث قال: {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ} معنى قوله: {فَمَا أَوْجَفْتُمْ} أي ما حرَّكتم ولا أعملتم ولا
(١) صفايا: جَمْعُ صفية وهو: ما يُصطفى ويُختار، قال الخطابي -رحمه الله-: الصفيّ: ما يَصْطفيه الإمام عن عُرْضِ الغنيمة من شيء قبل أن يُقسم؛ من عبدٍ أو جاريةٍ أو فرسٍ أو سيفٍ أو غيرها. وكان - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مخصوصاً بذلك مع الخُمُس له خاصة، وليس ذلك لواحدٍ من الأئمة بعده. قالت عائشة رضي الله عنها: "كانت صفيةُ من الصفيّ أي: كانت صفيةُ بنتُ حُيي -زوجُ النبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -- مِن صفيّ المغنم". (٢) أي أراضيهم. (٣) فَدَك -بفتحتين-: قرية بناحية الحجاز. (٤) حُبْساً: -بضمّ الحاء المهملة، وسكون الموحّدة- أي: محبوسة. (٥) لنوائبه: أي لحوائِجه وحوادثِه؛ من الضيفان والرُّسُل وغير ذلك من السلاح والكراع [أي الخيل: كما تقدم]. (٦) كانت حُبْساً لأبناء السبيل: قال ابن المَلَك: يُحتمَل أن يكون معناه؛ أنها كانت موقوفةً لأبناء السبيل، أو مُعدَّةً لوقت حاجتهم إليها وَقْفَاً شرعياً. ملاحظة: استفدت من المرقاة (٧/ ٦٦٣) في شرح الحديث السابق. (٧) أخرجه أبو داود (٢٩٦٧) وقال شيخنا -رحمه الله- في "هداية الرواة" (٣٩٩٢) إسناده حسن.