والمساكين، وابن السبيل، فيُنفق سهم الله ورسوله على الفقراء، والسلاح والخيل وغير ذلك مِن المصالح العامّة.
عن عمرو بن عَبَسة -رضي الله عنه- قال:"صلى بنا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى بعيرٍ (١) مِن المغنم، فلمّا سلَّم، أخذ وَبَرَة مِن جنب البعير، ثمّ قال: ولا يَحِلُّ لي مِن غنائمكم مثل هذا إلاّ الخُمس، والخُمس مردودٌ فيكم"(٢).
وعن عبادةَ بن الصامت -رضي الله عنه- قال:"صلى بنا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يوم حنين إلى جنب بعيرٍ مِن المقاسم، ثمّ تناوَل شيئاً مِن البعير، فأخَذ منه قَرَدَةً -يعني وَبَرَة (٣) - فجَعل بين إصبعيه، ثمّ قال: يا أيها الناس إنّ هذا مِن غنائمكم، أدّوا الخَيْط والمِخْيَط، فما فوق ذلك، فما دون ذلك، فإنّ الغُلول عارٌ على أهله يوم القيامة وشَنارٌ (٤) ونار"(٥).
وفي الحديث:"وأيّما قرية عَصَت الله ورسولَه، فإنّ خمسَها لله ورسوله، ثمّ هي لكم"(٦).
قال في "عون المعبود"(٧/ ٣٠٩): "أي مصروفٌ في مصالحكم مِن
(١) أي: جَعَلَهُ سُترة. (٢) أخرجه أبو داود "صحيح سنن أبي داود" (٢٣٩٣)، والبيهقي والحاكم، وصححه شيخنا -رحمه الله- في "الإرواء" (١٢٤٠). (٣) أي: شعرة. (٤) الشنّار: العيب والعار، وقيل: هو العيب الذي فيه عار. "النّهاية". (٥) أخرجه ابن ماجه وغيره، وانظر "الصحيحة" (٩٨٥)، و"الإرواء" (٥/ ٧٤). (٦) أخرجه مسلم: ١٧٥٦.