وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-: "أنّ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعثَ بَعْثاً إلى بني لحِيان من هذيل، فقال: لينبعِثْ مِن كل رجلين أحدهما، والأجرُ بينهما" (٤).
ولأنّ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يبعث السرايا، ويقيم هو وسائر أصحابه.
فأمّا الآية التي احتجّوا بها، فقد قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "نَسَخَها قوله -تعالى-: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً}(٥).
ويُحتمل أنه أراد حين استنفَرَهم النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى غزوة تبوك، وكانت إجابتهم إلى ذلك واجبةً عليهم، ولذلك هجر النبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كعب بن مالك وأصحابه الذين خُلِّفوا، حتى تاب الله عليهم بعد ذلك، وكذلك يجب على من استنفَرَه الإمام؛
(١) تقدّم. (٢) النساء: ٩٥. (٣) التوبة: ١٢٢. (٤) أخرجه مسلم: ١٨٩٦. (٥) أخرجه أبو داود "صحيح سنن أبي داود" (٢١٨٧).