تكرهون الحجامة للصائم؟ قال: لا، إِلا من أجل الضعف" (١).
عن ابن عبّاس -رضي الله عنهما- "أن النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - احتجم وهو صائم" (٢).
وعن ابن عبّاس وعكرمة -رضي الله عنهم- قالا: "الصوم ممّا دخَل وليس ممّا خرَج" (٣).
ولا يعكّر على هذا قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أفطر الحاجم والمحجوم" (٤).
قال شيخنا -رحمه الله- في "مختصر البخاري" (١/ ٤٥٥) -بحذف-:
" ... لكنّ الحديث منسوخ، وناسخه حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال:"أَرْخَص النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في الحجامة للصائم" وهو صحيح كما بينته هناك (٥).
وجاء في "الإِرواء"(٤/ ٧٤): "وفي "الفتح" (٤/ ١٥٥): وقال ابن حزم: صحّ حديث: "أفطر الحاجم والمحجوم" بلا ريب، لكن وجدنا من حديث أبي سعيد: "أرخص النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في الحجامة للصائم". وإسناده صحيح، فوجب الأخذ به، لأنّ الرخصة إِنّما تكون بعد العزيمة، فدل على
(١) أخرجه البخاري: ١٩٤٠. (٢) أخرجه البخاري: ١٩٣٩. (٣) قال الحافظ -رحمه الله- في "الفتح": "وصَله ابن أبي شيبة وقال شيخنا - رحمه الله-: " .. بإِسنادين صحيحين عنهما" "مختصر البخاري" (١/ ٤٥٥). (٤) وهو حديث صحيح خرّجه شيخنا -رحمه الله- في "الإِرواء" (٩٣١). (٥) أي: "الإِرواء" (٤/ ٧٤).