يبقى ما ورد فيه النصوص، كصيام الاثنين والخميس، وأيّام البيض ... إلخ.
وكذلك ليس في صيام رجب دليل ثابت، ولا فضيلة خاصة.
عن خرشة بن الحرّ قال:"رأيتُ عمر يضرب أكفّ المترجّبين (٢)؛ حتى يضعوها في الطعام، ويقول: كلوا فإِنّما هو شهر كانت تعظّمه الجاهلية"(٣).
وعن ابن عمر -رضي الله عنهما-: "أنّه كان إِذا رأى النّاس وما يعدّونه لرجب كَرِهه"(٤).
قال شيخ الإِسلام -رحمه الله- في "مجموع الفتاوى"(٢٥/ ٢٩٠): "وأمّا صوم رجب بخصوصه؛ فأحاديثه كلّها ضعيفة، بل موضوعة؛ لا يَعتمد
(١) وهو حديث مجيبة الباهلية، عن أبيها أو عمّها "أنّه أتى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... " فذكَر الحديث إِلى أن قال [أي: رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -]: "صُم من الحُرم واترك، صُم من الحُرُم واترك، صُم من الحُرم واترك". أخرجه أحمد وأبو داود وغيره، وضعّفه شيخنا -رحمه الله - كما في "تمام المِنّة" (ص ٤١٣) و"ضعيف سنن أبي داود" (٥٢٦). (٢) أي: الصائمين في رجب. (٣) أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" وقال شيخنا -رحمه الله- في "الإرواء" (٩٥٧): وهذا سند صحيح. (٤) أخرجه ابن أبي شيبة وقال شيخنا -رحمه الله- في "الإِرواء" (٩٥٨): وهذا سند صحيح على شرط الشيخين.