هؤلاء جميعاً يُرخّص لهم في الفطر، إِذا كان الصيام يُجْهدهم، ويشقّ عليهم مشقّة شديدة في جميع فصول السنة.* (١)
وجاء في "الروضة النديّة"(١/ ٥٥٢)(٢): وفي لفظ آخر عن سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه- أنه قال:"كنّا في رمضان على عهد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، من شاء صام ومن شاء أفطر فَافْتَدَى بطعام مسكين، حتى أُنزلت هذه الآية:{فمن شهِد منكم الشهر فليصُمه} "(٣).
والكبير العاجز عن الأداء والقضاء؛ يُكفِّر عن كل يوم بإِطعام مسكين؛ لحديث سلمة بن الأكوع الثابت في "الصحيحين" وغيرهما قال: "لمّا نزلت هذه الآية: {وعلى الذين يطيقونه فِديةٌ طعامُ مسكين}(٤) كان من أراد أن يفطر ويفتدي، حتى نزلت الآية التي بعدها فنسَخَتها (٥) "(٦).
وأخرج هذا الحديث أحمد وأبو داود عن معاذ بنحو ما تقدّم وزاد: "ثمّ
(١) العنوان وما بين نجمتين من "فقة السنة" (١/ ٤٣٩). (٢) بزيادة اللفظ الثاني لسلمة بن الأكوع -رضي الله عنه-. (٣) أخرجه مسلم: ١١٤٥. (٤) البقرة: ١٨٤. (٥) فنسختها: يعني أنهم كانوا مُخيّرين في صدر الإسلام بين الصوم والفدية، ثمّ نُسخ التخيير بتعيين الصوم بقوله تعالى: {فمن شَهد منكم الشهر فليصُمه} قاله المعلِّق على "صحيح مسلم" -رحمه الله-. (٦) أخرجه البخاري: ٤٥٠٧، ومسلم: ١١٤٥.