مضى صدر أصحاب محمد الأول، وقال قتادة: إنّما أخذ الحسن عن أبي هريرة، قلت له: زعم زياد الأعلم (١) أن الحسن لم يَلْقَ أبا هريرة؟ قال: لا أدري، وقال علي بن زيد وأبو حاتم: لم يسمع الحسن من أبي هريرة، وقال أبو زرعة: لم يسمع من أبي هريرة، ولم يره، قيل له: فمن قال: حدثنا أبو هريرة؟ قال: يخطئ. وقال ابن أبي حاتم: سمعتُ أبي يقول: وذكر حديثًا حدّثه مسلم بن إبراهيم، حدثنا ربيعة بن كلثوم، قال: سمعت الحسن يقول: حدثنا أبو هريرة، قال: أوصاني خليلي ﷺ بثلاث (٢)، قال أبي: لم يعمل ربيعة بن كلثوم شيئًا، لم يسمع الحسن من أبي هريرة شيئًا. قلت لأبي: إنّ سالمًا الخياط روى عن الحسن قال: سمعت أبا هريرة، قال: هذا مما يبين ضعف سالم. وقال علي بن المديني: لم يسمع من جابر بن عبد الله شيئًا، وسئل أبو زرعة: الحسن لقي جابر بن عبد الله؟ قال: لا، وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي: سمع الحسن من جابر؟ قال: ما أرى، ولكنّ هشام بن حسان يقول عن الحسن: حدثنا جابر بن عبد الله، وأنا أنكر هذا، إنّما الحسن عن جابر كتاب، مع أنَّه أدرك جابرًا. وقال على بن المديني: لم يسمع من أبي موسى الأشعري، وقال أبو حاتم: لم ير أبا موسى الأشعري، وقال أبو زرعة: لم ير أبا موسى الأشعري أصلاً، يدخل بينهما أسيد بن المتشمس. وقال علي بن المديني: سمعت يحيى، وقيل له: كان الحسن يقول: سمعت عمران بن حصين؟ فقال: أما عن ثقة فلا، وقال صالح بن أحمد ابن حنبل:
(١) في المخطوط: "لا أعلم"، وهو تحريف. (٢) انظر: الحديث في مسانيد أبي يعلى، رقم (٦٢٢٦)، وأحمد (٢/ ٢٢٨)، و (٢/ ٢٣٣)، والطيالسي (٢/ ٥٢). وليس فيها الطريق الواردة في المخطوطة. وانظر: علل ابن أبي حاتم (١/ ١٠٨، ٢٣٦، ٢٤٣).