يحيى القطان: كان شعبة ينكر أنْ يكون الضّحاك لقي ابن عباس قط. وقال أبو بكر الأثرم: سمعت أبا عبد الله يُسأل: لقي الضحاك ابن عباس؟ فقال: ما علمت، قيل: فممن سمع التفسير؟ قال: يقولون: من سعيد ابن جبير، قيل له: فلقي ابن عمر؟ فقال: أبو سنان يروي شيئًا ما يصح عندي، قلت: فأبو نعيم كان يقول في حكيم بن دَيْلم عن الضّحاك: سمعتُ ابن عمر، فقال أبو عبد الله: ليس بشيء. وقال أبو زرعة: الضحاك عن علي مرسل، ولم يسمع من ابن عمر ولا من ابن عباس شيئًا. وقال أبو حاتم: لم يدرك أبا هريرة ولا أبا سعيد. قال العلائي: وروى أبو جَناب الكلبي، وهو ضعيف، عن الضحاك، أنَّه قال: جاورتُ ابن عباس سبع سنين. والروايات الأولى أصح. وقال ابن حبان: أما رواياته عن أبي هريرة وابن عباس وجميع مَن روى عنه ففي ذلك كله نظر، وإنَّما اشتهر بالتفسير. انتهى. قلت: هذا الكلام الذي حكاه العلائي عن ابن حبان إنَّما حكاه المزي في التهذيب عن ابن عدي (١)، وحكى ابن حبان في الثقات أنَّه قال: لقي جماعة من التابعين، ولم يشافه أحدًا من أصحاب رسول الله ﷺ، ومن زعم أنَّه لقي ابن عباس فقد وهم (٢). انتهى.
٤٠١ - ز: ضُرَيْب بن نُقَير أبو السَّليل (٣): روى عن صهيب وأبي ذر ولم يدركهما، وروايته عن أبي ذر عند النسائي وابن ماجه (٤)، وعن أبي هريرة
(١) وانظر: الكامل لابن عدي (٤/ ٩٥)، وتهذيب الكمال (١٣/ ٣٩٧). (٢) ثقات ابن حبان (٦/ ٤٨٠). وانظر: المراسيل (ص ٩٤)، وجامع التحصيل (ص ١٩٩). (٣) ٤٠١ - القيسي الجُريري، ثقة، من السادسة، وروى له مسلم والأربعة. (٤) سنن النسائي الكبرى، رقم (١١٦٠٣)، وسنن ابن ماجه، رقم (٤٢٢٠). وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (٣/ ٣٠١): هذا إسناد رجاله ثقات، إلا أنه منقطع، أبو السليل لم يدرك أبا ذر، =