والثاني: يؤكد ذلك الأثر الحسن الذي أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (٩/ ٣٧٤ رقم ١٧٦٢٢) وقال: حدثنا وكيع عن أبي جناب عن بكير بن الأخنس عن أبيه قال: قرأت من الليل: ﴿حم (١) عسق﴾ فمررت بهذه الآية ﴿وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون﴾، فغدوت إلى عبد الله أسأله عنها فأتاه رجل فسأله عن الرجل يفجر بالمرأة ثم يتزوجها فقرأ عبد الله ﴿وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون﴾ [الشورى: ١ - ٢، ٢٥]. وقد صرح أبو جناب بالتحديث في الضعفاء الكبير (١/ ١٢١) فنتفى تدليسه فأبو جناب صدوق مدلس فقد روى عنه وكيع والثوري وأبو نعيم وقال أبو نعيم "ما كان به بأس الا انه كان يدلس وما سمعت منه إلا شيئا قال فيه حدثنا" ومرة "ثقة كان يدلس أحاديثه مناكير" وابن نمير "أبو جناب يحيى بن أبي حية صدوق كان صاحب تدليس" وأبو زرعة "صدوق غير أنه كان يدلس" وقال يزيد بن هارون "كان صدوقا، ولكن قال يدلس"(تهذيب التهذيب ١١/ ٢٠١). واختلف قول ابن معين فيه بين تعديل وتجريح. وأما قول يعقوب بن سفيان "ضعيف" فجرح مبهم وأما قول النسائي "ليس بالقوي" فجرح محتمل. وأما قول الفلاس "متروك" فقد أخرج له أبو داود في سننه ومدفوع بتوثيق أبي زرعة وأبي نعيم واكتفاء النسائي بتليينه على تعنته وبرواية الثقات الأثبات عنه.
٢٧ - أرطاة بن المنذر (١): قال أبو حاتم: لم يسمع من عبادة بن نُسَيّ
(١) ٢٧ - ابن الأسود الأَلْهَاني، بفتح الهمزة، أبو عدي الحمصي، ثقة، مات سنة ثلاث وستين ومئة، وروى له أبو داود والنسائي وابن ماجه.