من عنبسة بن أبي سفيان، ولا أدري أدركه أم لا (١)، قيل له: هل سمع من أبي هند الداري؟ فقال: من رواه؟ فقيل له: حيوة بن شريح عن أبي صخر عن مكحول أنَّه سمع أبا هند، فكأنَّه لم يلتفت إلى ذلك، وقال الترمذي: سمع من واثلة وأنس وأبي هند الداري، ويقال: إنَّه لم يسمع من أحد من أصحاب النبيّ ﷺ إلا من هؤلاء الثلاثة (٢). انتهى.
قال المُراجع: مكحول ثقة كثير الحديث ولم يعرف بالتدليس وقد توفي في ١١٢ هـ على قول الأكثر (تهذيب الكمال رقم ٦١٦٨ ومشاهير علماء الأمصار رقم ٨٧٠) وقد روى عن شرحبيل بن السمط المتوفي في ٤٠ هـ في صحيح مسلم (٦/ ٥٠ رقم ١٩١٣). وعليه فإدراكه محتمل:
(١) تاريخ ابن معين (٢/ ٥٨٤). (٢) سنن الترمذي (٤/ ٦٦٢). وفي الحاشية: وقال أبو بكر البزار: روى عن مكحول عن جماعة من الصحابة؛ عن عبادة، وأبي الدرداء، وحذيفة، وأبي هريرة، وجابر، ولم يسمع منهم، وإنما أرسل عنهم، ولم يقل في حديثه عنهم: حدثنا. وقد روى عن أبي أمامة وأنس، وأدخل بينه وبين أنس موسى بن أنس، ولم يقل: سمعت أنسًا، فتوقفنا في حديثه عن أنس وأبي أمامة. وقال ابن أبي خيثمة: سمعت هارون بن معروف، يقول: لم يسمع من كريب. وقال الحاكم: لم يسمع من عقبة بن عامر. وقال أبو مسهر: لم يثبت أن مكحولاً سمع من أبي إدريس، ولم ير شريحًا. انتهى. وقال والد المصنف في أماليه في المجلس السابع والعشرين بعد المئتين: ومكحول لم يدرك معاذ بن جبل، وقال المزي في الأطراف: روى عن أبي بن كعب ولم يدركه. وقال البيهقي في سننه الكبرى: لم يدرك أم أيمن، ولا معاذ بن جبل، وكذا قال عبد العظيم المنذري في الترغيب. وقال ابن عبد البر: لم يسمع مكحول من نعيم بن همام، بينهما كثير بن مرة.