والثالث: جلوس محمد مع النبي ﷺ فقد أخرج ابن أبي عاصم في الاحاد والمثاني (٢/ ١٨٤ رقم ٩٢٨) وقال: حدثنا يعقوب بن حميد نا ابن أبي حازم عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبي كثير عن محمد بن جحش ﵁ قال: كان رسول الله ﷺ جالسا بفناء المسجد، قال: وكنا معه جلوسا … الحديث". وهذا إسناد رجاله ثقات وإن تُكلم في يعقوب بن حميد فهو حسن الحديث حسن الحديث: قال ابن معين "ثقة" والبخاري "لم نر إلا خيرا هو في الأصل صدوق" وابن عدي "لا بأس به وبرواياته" ومسلمة بن القاسم "ثقة" ومصعب بن عبد الله الزبيري "ثقة مأمون" والحاكم "لم يتكلم فيه أحد بحجة" وروى عنه البخاري وأحمد بن حنبل والذهلي وبقي بن مخلد ومحمد بن وضاح (تهذيب التهذيب ١١/ ٣٨٣) وهؤلاء لا يروون إلا عن ثقة. وأخرج له الدارقطني في سننه (١/ ١٨٨ رقم ١٥٢) وقال "إسناد صحيح" وأبو عوانة في مستخرجه (٧/ ٣٩ رقم ٢٤٩٢) والحاكم في المستدرك (٢/ ٢٧ رقم ٢٢٠٥) وقال "هذا حديث صحيح الإسناد" ووافقه الذهبي. وأما قول أبي حاتم "ضعيف" وابن معين "ليس بشئ" فمن الجرح المبهم. وأما قول ابن معين "ليس بثقة" لقوله "لأنه محدود" و"كذاب خبيث محدود قيل له فمن كان محدودا لا يقبل حديثه فقال لا، لا يقبل حديث من حد" (رواية ابن محرز ١/ ٥٢) فتعقبه ابن حجر فقال "فمن هذه الجهة ليس الجرح فيه بقادح" (فتح الباري ١/ ٤٥٤) وقد روى الثقات عنه ممن لا يروي إلا عن ثقة. وأما أبو كثير ثقة فقد ذكره ابن حبان في الثقات (٥/ ٥٧٠) وروى عنه العلاء بن عبد الرحمن ومحمد بن عمرو بن علقمة وصفوان بن سليم (تهذيب التهذيب ١٢/ ٢١١). وأخرج له الحاكم في المستدرك (٣/ ٧٣٨ رقم ٦٦٨٤) وقال ابن حجر في سند حديث أحد رجاله أبو